تقرير واشنطن ـ عمرو عبد العاطي
عادة ما يكون هناك انقسام بين مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية حول أول أيام شهر رمضان الكريم، في وقت تختلف فيه بدايات هذا الشهر الكريم من دولة إسلامية إلى أخرى. حيث تبدأ عدد من الدول صيام أول أيام الشهر الكريم في وقت تُتمِّم فيه دول إسلامية أخرى اليوم الثلاثين لشهر شعبان. ويُظهر هذا الانقسام بين مسلمي الولايات المتحدة، فيبدأ عدد منهم صيام الشهر الكريم مع دولهم لاسيما مع المملكة العربية السعودية مهد الإسلام، في حين يقرر آخرون الانتظار إلى حين إعلان الاتحاد الإسلامي لدول أمريكا الشمالية A)ـ التي تُعد من أكبر المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة وكندا ـ عن أول أيام الشهر الكريم.
وفي بيان لمنظمة الاتحاد الإسلامي لدول أمريكا الشمالية على موقعها الإلكتروني فإن يوم السبت الموافق الثاني والعشرين من أغسطس الحالي سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك بالولايات المتحدة الأمريكية، وتكون أول صلاة تراويح يوم الجمعة. وأن يكون أول أيام عيد الفطر المبارك يوم الأحد الموافق العشرين من سبتمبر القادم إن شاء الله. وذلك استنادًا إلى حسابات فلكية لمجلس الفقه لأمريكا الشمالية
ومن الجدير بالذكر أن عدد المسلمين في الولايات المتحدة يتراوح بين أربعة وخمسة ملايين نسمة، يتركز حوالي 44% منهم في ولايات كاليفورنيا ونيويورك وإلينوي. وأغلب مسلمي الولايات المتحدة مولودون خارجها، حيث تبلغ نسبتهم وفق دراسة أعدها مركز "بيو" Pew صدرت في مارس 2007 حوالي 65% من المسلمين الأمريكيين، منهم 39% جاءوا إلى الولايات المتحدة بعد عام 1990. وقد أظهرت الدراسات حول الأصول العرقية لمسلمي أمريكا الشمالية التنوع الكبير في الجاليات المسلمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إذ إنها تضم مهاجرين من الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا وإيران ومنطقة البلقان وتركيا
أما المسلمون المولودون في الولايات المتحدة فأغلبهم من أصول أفريقية، وتمثل هذه الفئة 35% من إجمالي مسلمي الولايات المتحدة وفق دراسة أعدها مركز جالوب Gallup في مارس 2009، وكثير منهم اعتنق الإسلام في وقت لاحق من حياتهم. أما بقية المسلمين فهم من البيض (28%) والآسيويين (18%)، بينما تمثل أعراق أخرى متنوعة نسبة 18%. وتشير هذه الدراسة إلى أن المسلمين هم أكثر الجماعات الدينية تنوعًا في الولايات المتحدة، وكذلك طبقًا لما أشار إليه تقرير سابق عن المسلمين في الولايات المتحدة نشر بالموقع تحت عنوان "الرأي العام الأمريكي تجاه مسلمي أمريكا".
تهاني رسمية بحلول الشهر الكريم
مع بداية الشهر الكريم اعتاد المسئولون الأمريكيون تقديم التهاني إلى المسلمين بمناسبة بداية الشهر وكذلك في عيدي "الفطر" و"الأضحى". ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وإعلان الحرب الأمريكية على الإرهاب، والتي نظر كثيرون إليها داخل واشنطن وخارجها على أنها حرب على الإسلام، اعتادت إدارة بوش الابن تقديم التهاني إلى المسلمين ببداية الشهر الكريم، وإقامة مآدب الإفطار على شرف عديد من المسئولين الأمريكيين.
سيكون لرمضان هذا العام مذاق خاص على مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية لسعي الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة رئيس ذي خلفية إسلامية إلى التقرب إلى العالم الإسلامي بعد ثماني سنوات من تدهور العلاقات الأمريكية ـ الإسلامية التي انعكست على أوضاع مسلمي الولايات المتحدة. ومع بداية هذا الشهر الكريم سيقدم الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارته التهاني إلى المسلمين بمناسبة هذا الشهر الكريم.
وقد أعرب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في رسالته لتهنئة مسلمي الولايات المتحدة والعالم ببداية الشهر الكريم عن أصدق تمنياته لهم بشهر مبارك، ووصف طقوس الشهر "بأنها تذكرنا بالمبادئ التي نتشاطرها جميعا وبدور الإسلام في الدفع قدما بقضايا العدالة والتقدم والتسامح وكرامة جميع البشر". كما أعرب عن أمله في مواصلة الحوار بين أميركا وجميع المسلمين.
وبجانب التهنئة الرسمية الصادرة عن البيت الأبيض، تحرص مؤسسات المجتمع الأمريكي خاصة التعليمية منها على التعريف برمضان وتقديم التهاني إلى المسلمين بحلوله. كما يلاحظ أن هذا الشهر يكون محل اهتمام من قبل وسائل الإعلام الأمريكية والصحف الأمريكية الرئيسة، بالتنويه إلى بدء شهر الصوم لدى المسلمين، لتعريف المواطن الأمريكي بشهر رمضان الكريم وطقوسه وشعائره. ومن المتوقع أن يتزايد هذا الاهتمام مع تحسن العلاقات الأمريكية ـ الإسلامية مع قدوم إدارة أمريكية جديدة برئاسة "باراك أوباما".
شهر نشاط المؤسسات الإسلامية
وخلال هذا الشهر الكريم، تحرص المؤسسات الإسلامية على بذل كل طاقتها للاستفادة القصوى من فرصة شهر رمضان. فعلى سبيل المثال تقوم رابطة الطلاب المسلمين MSA في كثير من الجامعات الأمريكية بعديدٍ من الفعاليات مثل الدعوات المفتوحة لكافة الطلاب مسلمين وغير مسلمين لتناول وجبة الإفطار وعقد الندوات حول الإسلام وإعداد برنامج خاص للطلبة المسلمين يشمل الإفطار والصلاة وقراءة القرآن. ويُعتبر شهر رمضان للمساجد في الولايات المتحدة مهرجانًا وعيدًا متواصلاً، نظرًا للإقبال الشديد من قبل كافة الأجناس والأعمار. وكذلك حسب تقرير سابق عن الشهر الكريم نشر في العدد السابع والعشرين من التقرير تحت عنوان " كل عام وأنتم بخير: رمضان الحقيقي هنا في الولايات المتحدة".
وتقيم الجمعيات الطلابية الإسلامية في الجامعات الأمريكية مآدب إفطار رمضانية عامرة كل مساء، يتبعها أداء الصلوات وقيام الليل. هذه التجمعات تضم طلبة من مختلف أرجاء العالم، وكل واحد منهم له قصته الخاصة به، فهم قادمون من بلدان لها ثقافات دينية متجانسة. وقد اضطرتهم الدراسة في الولايات المتحدة إلى التفاعل مع أناس من مختلف الأديان والعقائد. وهذا التفاعل يقضي على التصورات المسبقة التي كانت لديهم، ولكنه في الوقت ذاته عزز عقيدتهم، إذ دفعهم لأن يتفكروا في مجتمعاتهم الدينية.
وفي هذا الشهر تقوم منظمات إسلامية كمجلس العلاقات الأمريكية – الإسلامية (كير) بتثقيف الأمريكيين غير المسلمين بالإسلام وتعزيز مشاعر الاحترام تجاهه.
هل لأوباما علاقة بانتخابات إيران
تقرير واشنطن
تحتدم الانتخابات الرئاسية الإيرانية اليوم، الجمعة، الموافق: الثاني عشر من يونيو الجاري، بين أربعة مرشحين على درجة عالية من القوة السياسية والشهرة داخل المجتمع الإيراني، اللتان تمكنهم من الفوز بعدد كبير من أصوات الناخبين، وهو ما يصعب من حصول أي من المرشحين الأربع على نسبة الخمسين في المائة من الأصوات ليُنهي المنافسة الشرسة من الجولة الأولى. ولكن في ظل هذا الاحتدام والقوة يُتوقع أن تكون هناك جولة ثانية من الانتخابات، وتتوقع عديدٌ من الكتابات أن تكون بين الرئيس الحالي "نجاد" ومنافسه رئيس الوزراء الإيراني الأسبق خلال سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية "مير حسين موسوي".
ومع تعدد القضايا الداخلية لاسيما الاقتصادية التي ستكون المحرك الأساسي للتصويت تتزايد أهمية قضايا السياسة الخارجية الإيرانية واحتلالها أولوية مهمة لدى الناخب الإيراني للربط بين الأزمات الاقتصادية التي يمر بها المجتمع الإيراني وأزمة برنامجه النووي. ناهيك عن تزايد الانتقادات للسياسة الخارجية التي انتهجها "نجاد" والتي أدت إلى استعداء العالم الخارجي وخسارة طهران لحلفائها الأوروبيين والآسيويين، ولتركز سياسة "نجاد" الخارجية على القارة الخلفية للولايات المتحدة ـ أمريكا اللاتينية ـ لاسيما فنزويلا وكوبا اللتين تكنان أشد العداء لواشنطن، فقد تجاهلت السياسة الخارجية الإيرانية المناطق الحيوية للسياسة الإيرانية في آسيا الوسطى والقوقاز.
احتدمت الحملات الانتخابية للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر لها في الثاني عشر من يونيو الجاري، من المتنافسون؟، ومن المرشح المفضل فوزه؟
إن السابق الانتخابي هذه المرة محتدم جدًّا؛ لذا فإن كثيرين يعتقدون أنه ستكون هناك جولة ثانية في التاسع عشر من يونيو الجاري. ويرجع هذا بصورة أساسية إلى أن هناك أربعة مرشحين يتنافسون على منصب الرئيس، وكل منهم لديه فرصة للفوز نسبة كبيرة من أصوات الناخبين الذي سيذهبون إلى صناديق الاقتراع في هذا اليوم.
بعبارة أخرى، إذا لم يحصل مرشح إلى نسبة 50 % من الأصوات ستكون هناك جولة ثانية بين أعلى اثنين؟
بالتأكيد، وهذا ما حدث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة (عام 2005 ). لو تتذكر كان هناك سبعة متنافسين، وأعلى اثنين، "محمود أحمدي نجاد" و"هاشمي رفسنجاني"، تنافسا في الجولة الثانية التي فاز فيها "أحمدي نجاد". وهذا ما يتوقعه كثير من المواطنين أن يحدث في الانتخابات القادمة، لاسيما ونحن أمام أربعة متنافسين على درجة من القوة. فالرئيس الإيراني الحالي "أحمدي نجاد" يُواجه تحديًا قويًّا يُشكله رئيس الوزراء الإيراني الأسبق خلال سنوات الحرب العراقية ـ الإيرانية "مير حسين موسوي". والمتنافسان الآخران هما: رئيس البرلمان الأسبق "مهدي كروبي" والقائد الأسبق للحرس الثوري "محسن رضائي"، وكلاهما سيجذب عددًا من الناخبين للتصويت لهما على حد سواء. في الحقيقة هناك متنافسان معارضان لسياسات أحمدي نجاد يدفعون بقوة إلى جولة ثانية من الانتخابات.
أشرتِ في مدونتك، وكذلك أشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن "موسوي" يقود جناح المعارضة اليوم. وإذا كانت هناك جولة ثانية بين "نجاد" و"موسوي" من تعتقدين أنه سيفوز فيها؟
يُتوقع أن يفوز "موسوي" في الجولة الثانية من الانتخابات لتفضيل الناخبين له. فإذا كان "أحمدي نجاد" غير قادر على حصد 50% من الأصوات في الجولة الأولى، كرئيس حالي، ولأنه معروف لدى الناخبين، فإن احتمالية التصويت السلبي ضد ترشيحه ستتزايد. فما يقترحه المواطنون هو أن ما سيحصل عليه نجاد في الجولة الأولى من الانتخابات ستكون أقصى نسبة تصويت سيحصل عليها في الانتخابات. فإذا لم يحصل نجاد على 50% أو أكثر في الجولة الأولى من الانتخابات فإن احتمالية خسارته في الجولة الثانية من الانتخابات تتزايد حيث ستتزايد نسب
التصويت السلبي ضده.
تُشير خبرة الانتخابات الإيرانية إلى أن أي رئيس إيراني لم يخسر إعادة انتخابه، هل هذا صحيح؟
بالتأكيد، لكن لم يواجه رئيس يسعى إلى إعادة انتخابه تحديات جمة مثلما الحال مع "نجاد" وهو ما يجعل الانتخابات القادمة مختلفة وغير عادية. فتاريخ الانتخابات الرئاسية الإيرانية الذي يرجع إلى بدايات الثمانيات من القرن المنصرم يُشير إلى أنه عندما يسعى الرئيس إلى إعادة انتخابه لدورة ثانية فإن نسبة المواطنين الإيرانيين الذي يخرجون إلى الاقتراع تقل؛ انطلاقًا من افتراض مفاده أن الرئيس سيُعاد انتخابه. يُتوقع أن تقترب نسبة المشاركة في انتخابات هذا العام من نسبتها في انتخابات عام 2005 والتي وصلت إلى 60 في المائة.
في انتخابات عام 2005، لم يصوت عدد من الداعمين للإصلاحيين كمعارضين؟
صحيح، دعت عدد من المنظمات بالفعل إلى مقاطعة انتخابات عام 2005 . مرة ثانية هذا ما يجعل تلك الانتخابات مهمة؛ لأنه ليس هناك عدد من المنظمات في إيران تدعو إلى مقاطعة هذه الانتخابات. فكثير من المنظمات الإيرانية دعت الناخبين إلى الخروج للتصويت. وهنا يكمن السبب في تراجع نسبة الناخبين الذين يخرجون للتصويت لـ"أحمدي نجاد". إذا كان عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت في إيران يتراوح ما بين 25 إلى 26 مليون أو أقل فإن فرصة الفوز في الجولة الأولى تتزايد. ولكن هناك ما يقرب من 46.2 ناخب يحق له التصويت في الانتخابات. فإذا اقتربت نسبة التصويت من 65% أو ما يزيد فإنه
من المرجح أن تكون هناك جولة ثانية من الانتخابات.
من المرجح أن تكون هناك جولة ثانية من الانتخابات.
0 comments:
Post a Comment